شهد العقد الأخير انتشارًا متزايدًا لتعليم اللغة الإنجليزية في الحضانات،
وأصبح الأمر يثير مخاوف بشأن تأثيره السلبي على اللغة العربية. تتسم الحضانات اليوم بالترويج لتعليم اللغة الإنجليزية كهدف أساسي، حيث يعتبر ذلك علامة تميز.
يُرسل ولي الأمر طفله إلى الحضانة، ويعود الطفل يُردد بفرح "A apple" للتفاحة و "B banana" للموزة. يشعر ولي الأمر بالرضا لأن طفله يظهر تقدمًا في تعلم اللغة الإنجليزية.
ومع ذلك، يثير هذا السيناريو تساؤلات حول مدى جدوى تلك الاستثمارات. هل كان من الأفضل لولي الأمر أن يخصص تلك الجهود لشراء كيلو من الموز بدلاً من أن يتعلم طفله كلمات بلا فهم؟ وهل يستحق الطفل أن يصرخ بسبب شوقه للفاكهة؟
تعتبر تعليم اللغة الإنجليزية في فترة الحضانة قضية تثير الجدل، حيث يتساءل البعض عن تأثيرها السلبي على اللغة العربية. الطفل الذي يتعلم "A" و"B" في صغره قد يجد صعوبة في التمييز بين المفتوح والمكسور لاحقًا، مما ينذر بفقدان التميز في استخدام اللغة العربية.
قد يجيب البعض على هذه الشكوك بالقول إن تعليم اللغة الإنجليزية يعد تطورًا تعليميًا، وأن العالم بأسره يسعى لتعليم أطفاله لغات أجنبية في سن مبكرة. ولكن هل هذا الاتجاه يعكس الواقع؟
في الواقع، إذا نظرنا إلى الدول المتقدمة، نجد أنها تحتفظ بلغاتها الوطنية وتعتز بها، بينما يتعلم الأطفال اللغات الأجنبية في مراحل لاحقة. يثير هذا التناقض تساؤلات حول فعالية تعليم اللغة الأجنبية في سن مبكرة.
إذاً، هل تعليم اللغة الإنجليزية في الحضانة هو تقدم فعلي أم مجرد اتجاه يقلق عشاق اللغة العربية؟
تبدأ دول مختلفة في تعليم اللغات الأجنبية للأطفال وفقاً لسياسات تربوية متنوعة. في بريطانيا، يحق للطلاب اختيار اللغة الأجنبية التي يرغبون في دراستها، ولكن في عام 2010، صدر قرار يمنع تدريس أي لغة أجنبية في المرحلة الابتدائية للحفاظ على لغتهم الوطنية.
على الجانب الآخر، في الولايات المتحدة، يحق للطلاب اختيار اللغة التي يرغبون في دراستها دون فرض إلزامي. بينما في فرنسا، يبدأ تعلم اللغة الإنجليزية في سن الرابعة بواقع ساعة يوميًا، مع زيادة الوقت المخصص في المراحل اللاحقة من التعليم.
في روسيا، يُدرّس اللغة الروسية إلزاميًا في المدارس، بينما لا يتم تدريس الإنجليزية بشكل إلزامي في المراحل الأدنى، ولكنها تظل اختيارية. في مصر، كانت اللغة الإنجليزية تُدرس في المرحلة الإعدادية في الماضي، ولكن التطورات الحديثة أدت إلى تحول في الأساليب التعليمية.
من خلال هذه الأمثلة، يظهر أن النهج في تعليم اللغات الأجنبية يتفاوت بين الدول، وأن الحفاظ على اللغة الوطنية يعتبر أحيانًا محوريًا في السياسات التعليمية.
هل تعلم اللغة الإنجليزية مهماً في العصر الحديث
ومن جهة أخرى، يعتبر تعلم اللغة الإنجليزية مهماً في العصر الحديث، حيث تصبح الحضانات التي تدمج تعليم اللغة الإنجليزية جزءًا من مناهجها الدراسية في موقف تنافسي أقوى.
تعليقات
إرسال تعليق